إدارة المخاطر من الاستراتيجيات المربحة في تداول الفوركس ومن أكثر المواضيع الهامة التي يهتم بها المتداولين في عالم تداول العملات الأجنبية “تداول الفوركس”. فالتداول بصفة عامة، مثله مثل أي تجارة معرضة بالطبع للمكسب والخسارة. والمقصود بتداول الفوركس، هو تبادل العملات من بلدان مختلفة، بهدف الاستفادة من تقلبات أسعار صرفها. وبعيدًا عن العملات التي تتميز بالاستقرار مثل عملات دول الخليج العربي مقابل الدولار، فهناك عملات أخرى تتميز بمدى حركي واسع وبناء عليه نتوقع تغييرات أسرع في أسعار الصرف والتي يمكن أن تكون مربحة في حال معرفتك كيفية استغلال تلك الفرصة.
على الجانب الأخر، قد ينطوي تداول العملات على الكثير من المخاطر، حيث أن قمية العملات المتداولة تتقلب وفقا للعديد من العوامل مثل، الظروف السياسية والجيوسياسية، وتغيير السياسة النقدية للبنوك المركزية العالمية. أيضا، هنالك مخاطر أخرى متعلقة بالتداول ذاته مثل حجم السيولة واستخدام الرافعة المالية، ومخاطر تتعلق بشركة الوساطة نفسها.
في مقالنا هنا، نركز على أهم أسرار الربح من الفوركس والتي تتلخص في وضع خطة تداول متكاملة. وذلك ليس فقط فيما يتعلق باستراتجية التداول بل فيما يخص إدارة المخاطر وهي أهم عنصر من عناصر التداول نفسه حيث تضمن تلك الاستراتجية بقائك في السوق على الرغم من التقلبات الواسعة.
أهم الاستراتيجيات المربحة في تداول الفوركس
إن إدارة المخاطر تمثل جزءًا حيويًا في تداول الفوركس، حيث يتطلب النجاح في هذا السوق فهمًا عميقًا للمخاطر المحتملة. فيجب على المتداولين فتح عقود تتناسب مع رأس المال وتكون بنسب محددة لكل صفقة، كما أن تحديد مستويات وقف الخسارة لتقليل التعرض للخسائر الكبيرة من أهم قواعد إدارة المخاطر الواجب مراعاتها. بوضوح، تُعَدُّ استراتيجيات إدارة المخاطر جوهر استمرارية التداول الناجح وتحقيق الأرباح المستدامة.
استراتيجيات إدارة المخاطر
استراتيجيات إدارة المخاطر تلعب دورًا حاسمًا في نجاح التداول في أسواق الفوركس. ولعل أحد أهم تلك الطرق هو تحديد نسبة محددة من رأس المال لكل صفقة، مما يقلل من تأثير الخسائر المحتملة. كما يُفضل تحديد مستويات وقف الخسارة بعناية لحماية رأس المال وضمان تقليل المخاطر. أخيرا، استخدام تقنيات التنويع والتحليل الفني يساهم بصورة فعالة في تحقيق توازن أكبر عند إدارة المحفظة. الأمر الذي يُعزز إدارة المخاطر بفعالية ويسهم في تعزيز استمرارية جني الأرباح في تداول العملات.
مراعاة العامل النفسي (تداول بأموال فائضة عن حاجتك)
عند فتح حساب تداول، نجد أن من ضمن شروط فتح ذلك الحساب عبارة متكررة تتضمن التأكيد على التداول بأموال زائدة عن الحاجة. وهذا التحذير على الرغم من أهميته، إلا إنه يمر على أغلب المتداولين بشكل روتيني لدرجة أن أن البعض لا يلتفت إليه ولا يلق له بالاً.
لذلك ننصح الأخذ بذلك التحذير بعناية، حيث ان التداول بأموال فائضة عن الحاجة يوفر عنصر هام من عناصر الراحة النفسية التي تدعم المتداول. فلك أن تتخيل الوضع بصورة عكسية، وتخيل حجم الضغط النفسي الكبير الذي سيقع على عاتق المتداول عند التداول بمال يمثل كامل مدخراته أو بأموال قد يحتاجها لأي أمر طارئ ولا يمكنه تحمل خسارتها بوجه عام.
لذلك، إذا كنت متداول مبتدئ فكن حذر واتبع شروط ونصائح فتح الحساب بجدية، فالجهات الرقابة والتنظيم لا تفرض على شركات الوساطة وضع الشروط بشكل عشوائي.
حدد قدرتك على تحمل المخاطر (استخدم حجم العقد المناسب)
في أسواق الفوركس، يجب عليك أن تحدد قدرتك على تحمل المخاطر وفقا لحجم رأس المال الذي تتداول به في محفظتك. بالتالي، يجب أن تضع في اعتبارك حجم العقد الذي تتداول به، فمن يملك محفظة استثمارية تقدر بعدة الالاف من الدولار يختلف عن متداول مبتدئ لا تتجاوز حجم محفظته الاستثمارية عن الف دولار.
تجدر الإشارة هنا، أن العنصر الوحيد الذي يستطيع المتداول التحكم فيه في هذا السوق هو حجم خسارته. فأنت من تقدر حجم خسارتك الكلية في حال عدم سير صفقة التداول الخاصة بك في اتجاه التحليل المتوقع، وذلك بتحديدة حجم تلك الخسارة وتحجيمها من خلال حجم العقد.
في هذا الصدد، وجب التنويه أن الغالبية من شركات الوساطة توفر لعملائها من المتداولين أدوات تساعد في التداول مثل الالة الحاسبة الخاصة بالتداول. والتي تُمكنك من تحديد حجم العقد من خلال إدخال نقاط وقف الخسارة وافتتاح الصفقة وتحديد نسبة المخاطرة. أخيرا في هذه النقطة، يجب عليك كمتداول تقييم شخصيتك وأهدافك وتحديد مقدار المخاطرة التي تشعر بالارتياح تجاه تحملها.
تداول ولا تقامر (استخدام أوامر وقف الخسارة)
المقصود بأمر وقف الخسارة هو وضع نقطة خروج من السوق، حال تحرك الاسعار في اتجاه مغاير لصفقة التداول الخاصة بك. فقبل وضع الأمر قيد التنفيذ، عليك تحديد نقطة خروجك من السوق في حال تراجع السعر بشكل مخالف لتحليلك. أوامر وقف الخشارة، هي أحد العناصر الهامة التي تضمن بقائك في السوق وعدم خروجك بشكل نهائي وذلك عن طريق تحجيم الخسائر وحماية رأس المال. علمًا بأن التداول دون وضع نقطة وقف الخسارة يخرجك من دائرة المتداولين لدائرة المقامرين.
نذكر في تلك النقطة، بعض العبارات الماثورة في مجال التداول مثل أن الاتجاه العام صديقك (TREND IS YOUR FRIEND)، كذلك هناك عبارة اخرى في أهمية وضع نقطة وقف الخسارة مفادها انه لاتداول دون وقف خسارة. فعلى سبيل المثال، إذا كنت قد اشتريت زوج اليورو مقابل الدولار عند مستويات 1.4000 وكان هدف الشراء 1.4100 فضع نقطة وقف الخسارة عند 1.390.
استغني عن الكماليات (استخدم الرافعة المالية مناسبة)
يعتبر الكثير من خبراء اسواق المال أن الرافعة المالية بمثابة الفخ او الطعم الجيد الذي يجذب الطامعين. والمقصود بالرافعة المالية، هو استخدام أموال مقترضة لزيادة ومضاعفة رأس المال الأصلي في محفظتك. وبالتالي، هذا يعني بوضوح أن الرافعة المالية تعمل على تعظيم أرباحك، ولكنها أيضًا تضاعف من خسائرك.
يرى هذا الفريق من الخبراء الذين ينتقدون المغالاة في استخدام الرافعة المالية، أن التداول لا يقتضي بالضرورة استخدام الرافعة المالية أو على الأقل تحديدها بحد أقصى وبدون مغالاه لعدم فتح مجال المقامرة. وهو ما فرضته الهيئات الرقابية بالفعل في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والتي ألزمت شركات الوساطة بتحديد حد أقصى للرافعة المالية يصل إلى (1:50).
لعل تلك القرارات التي تفرضها الجهات الرقابية المرموقة في العالم الغربي، تستدعي ضرورة أن نراجع موقفنا كمتداولين من الاعتماد على الرافعة المالية الكبيرة التي توفرها الكثير من شركات الوساطة للمتداولين في العالم العربي. فهي كما يرى البعض الفخ الجذاب الذي يدفع المتداول لخسارة محفظته من خلال مخاطبة شهوة الطمع عند المتداولين.
تداول بأمان (نوع من الأصول الاستثمارية)
لا تغفل أن التداول عبارة عن مجال رقمي أو حسابي في المقام الأول، فهو قائم على متابعة تطورات السياسة النقدية، وتحليل الرسم البياني في عملية حسابية يمكن تشبيهها 1+1=2. وعلى الرغم من أن هناك بعض الأوقات التي قد تخطئ فيه تلك التوقعات لتغير طارئ خارج الحسبان لحدوث أحداث اقتصادية أو سياسية جوهرية هامة، مثل الأزمة المالية العالمية أو تغيير توجهات السياسات النقدية للبنوك المركزية.
بناء على ذلك، لا ينبغي أن تدخل العواطف الشخصية مثل الخوف أو الجشع أو الغضب، أو حتى هوى النفس في قرارات التداول (الحسابية) ، فهذا التدخل كفيل أن يؤثر بشكل سلبي على تحليلك السابق، ويؤول للإنحراف عن خطة التداول الخاصة بك.
في هذا الإطار، نشدد على أهمية التركيز على تحديد استراتيجية التداول التي سوف تتداول بها وذلك قبل البدء في التداول. فهذا التحديد الواضح يعد من عناصر الآمان وأهم قواعد إدارة المخاطر، والذي لا يضمن عدم إنزلاقك في دائرة التحيزات الشخصية والعواطف.
ربح الكاش باك من الفوركس
ختامًا، بعد استعراض أهم عناصر إدارة المخاطرة في الفوركس، تجد الإشارة لبعض لطرق المستحدثة التي يعتمد عليها لتحقيق ربح من خلال التداول بطرق غير مباشرة وتتميز أيضا بالأمان. ولعل أهم تلك الطرق، جني الأرباح من خلال عمولات التداول “المرتجعة” بعيدًا عن نتائج الصفقات.
للتوضيح، تعمل تلك الطريقة مثل صناديق التحوط وإدارة المخاطر التي تسعى للاستفادة من فروق أسعار الفائدة (كاري تريد)، حيث يسعى المتداول في تصفية مراكز البيع او الشراء دون تسجيل أي مكاسب تقريباً والاستفادة من الكاش باك المحققة من تلك الصفقات. أيضا، تتميز تلك الطريقة في احتوائها على كافة عناصر إدارة المخاطر والتي ذكرناها سالفا في بداية هذا المقال.
في هذا الإطار، يقوم الكثير من الوكلاء في توزيع جزء من عمولات التداول للمتداولين التابعين لوكالتها. إلا إننا ننصح عند السعي للربح من الكاش باك في الفوركس أن تتعامل مع المواقع الكبيرة والتي توفر لك التداول من خلال شركات وساطة فروكس مرخصة وموثوقة على مستوى عالمي.