الهبوط المفاجئ في سوق العملات أو الاسهم والسندات، يحدث بشكل سريع وعنيف فجأه دون سابق انذار وبشكل غير متوقع من المستثمرين والخبراء، بحيث ترى سقوط لسعر العملة او السند أو السهم بشكل كبير، سنتحدث لكم في هذا الموضوع عن أسباب الهبوط المفاجئ وآثاره مع الأمثله عليه، وكيف تحاول تجنبه أو التحوط منه بعد معرفة أسبابه التي تسب حدوثه في الأسواق المالية لتجنب تحملك خسائر قاسية.
الهبوط المفاجئ وأبرز أسبابه
تنقسم أسباب الهبوط المفاجئ في الأسواق العالمية الى ثلاثة أسباب رئيسية منها الأحداث الاقتصادية العالمية الكبرى، والثاني الاحداث الداخلية في الشركات والثالث التحركات الفنية في الأسواق، وسنحدث عن كل سبب بالتفاصيل، نبدأ بالسبب الأول الأحداث الاقتصادية
اقرأ ايضاً
الهبوط المفاجئ والأحداث الاقتصادية والسياسية
الاحادث الجيوسياسية: مثلاً يتم الإعلان عن حدوث انقلاب في احدى الدول المهمة، و لذلك يكون هناك حالة من الضبابية عن وضع هذه البلد وحالة الاستقرار بها سواء السياسية أو الاقتصادية، فتحدث حالات هلع لدى المستثمرين تؤدي الى حدوث الهبوط المفاجئ في سوق الأوراق المالية في هذه البلد وفي عملتها ايضاً.
الكوارث الطبيعية: مثل حدوث زلزال كبير او تسونامي أو بركان أو اعصار طبيعي مدمر، يؤدي الى خسائر كبيرة جداً خارج الحسابات، فيؤدي ذلك الى هبوط عملة ذلك البلد طبعاً وتأثر سوق الأوراق المالية بحدوث الهبوط المفاجئ بالأسواق.
السياسية النقدية: مثل أن يقوم البنك المركزي في بلد صناعي كبير خفض سعر الفائدة بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار، الذي سيؤدي طبعاً الى انهيار وهبوط مفاجئ في سوق الأوراق المالية، مثال على ذلك أن يقوم البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة، هذا لا يؤدي الى هبوط مفاجئ في الولايات المتحدة فحسب، بل في دول اخرى لأن الدولار يتعامل به 60% من دول العالم في التجارة.
قد يهمك
الهبوط المفاجئ والأحداث الداخلية في الشركات
الفضائح المالية والإدارية: مثلاً رئيس شركة عالمية مثل شركة أبل او مايكروسفت أو شركة تسلا أو بنك عالمي مثل دوتشه بنك، فمثلاً لو تم الإعلان عن وجود اختلاسات كبيرة أو فضائح لمسؤولين كبار في الشركة، ووجود خطر في من انهيار او إعلان افلاس الشركة، يؤدي ذلك الى ضجة وحدوث الانخفاض المفاجئ في سوق الأواق المالية، وهنا نتحدث طبعاً عن الشركات العالمية المؤثرة بالاقتصاد العالمي ككل وليس شركة صغيرة.
فشل في الخدمات أو المنتجات: مثال شركة مرسيدس لسيارات أن تعلن عن وجود خلل في سيارة من طراز ما ورغبتها في سحبها من الأسواق، وطبعاً تكون هذه السيارة قد أنتج منها ملايين السيارات، يؤدي هذا الإعلان إلى حدوث مفاجئ بالطبع في الأسواق المرتبطة بهذا المنتج، ونقصد هنا منتج عالمي وليس منتج محلي محدود.
الهبوط المفاجئ والتحركات الفنية
التداول الآلي: أنظمة التداول الآلي في كثير من الأحيان تقوم بتجميع أوامر بيع معلقة بعدد كبير جداً، فمثلاً حينما يصل السعر للعملة أو السهم الى السعر المحدد البيع عليه على أنظمة التداول الآلي، يتم تنفيذها بشكل تلقائي اوتماتيكي وبعدد أوامر كبير جداً، الذي قد يحدث الانهيار المفاجئ بحالة كانت الأوامر المعلقة بيع.
كسر مستويات الدعم: في علم التحليل الفني يوجد حواجز فنية سعرية تعيق الهبوط وتسمى مستويات الدعم، مثلاً سعر السعر 1000 دولار، وكلما هبط يصطدم بحاحز مستوى الدعم التاريخي على سعر 800 دولار رغم محاولة كسره أكثر من مره، لكن فنياً اذا هبط السعر ونجح فنياً بكسر ادنى حاجز 800 دولار على سبيل المثال، يحدث السقوط المفاجئ ويبدأ السعر بالهبوط في عمق لأنه تم تجاوز الحاجز الذي كان يعيق الهبوط.
نشير لحضراتكم أنه يمكن الإستفادة من التداول في سوق الفوركس، بالحصول على العمولات المرتجعة التي تحصل عليها من خلال المواقع الوسيطة بين شركات الفوركس وأنت كمتداول على كل صفقة تفتحها سواء خاسرة أو رابحة والدفع بشكل أسبوعي، وأشهر هذه المواقع هو موقع أف اكس كوميشن الرائد في هذا المجال.
الهبوط المفاجئ والآثار المترتبه عليه
طبعاً الهبوط المفاجئ ينتج عنه اثار كثيره سلبية، منها خسائر مالية مادية ومعنوية نفسية واقتصادية واسعة، اضافة الى التقلبات السوق، سوف نتناول هذه الآثار بشكل أوسع.
الخسائر المادية: طبعاً حدوث الانهيار المفاجئ ينتج عنه خسائرة قوية للمستثمرين والمتداولين الذين كان لديهم مراكز شراء قبل حدوث الهبوط، وهذا أول وأبرز الاثار للهبوط المفاجئ.
الأثار النفسية: حينما يحدث الانخفاض المفاجئ، يتم انتشار الذعر والخوف لدى المستثمرين والمتداولين، الذي قد يؤدي الى بيع مكثف على السهم أو العملة بسبب مخاوف أن تسجل هبوط أو انهيارات أعمق نحو الأسفل، وهذا بسبب العامل النفسي في النفس البشرية.
الأثار الإقتصادية الواسعة: في حالة حدوث الهبوط المفاجئ، قد يؤدي ذلك الى آثار اقتصادية كبيرة واسعة، حيث تهتز ثقة المستثمرين في السوق وتتراجع الإستثمارات في البلاد، مما يؤدي الى التأثير على النمو الاقتصادي في البلاد بشكل عام وقد يدفع الى ركود مستقبلاً أو انكماش.
الهبوط المفاجئ وكيفية تجنبه او التعامل معه
سنذكر لكم في هذه الفقرة بعد الأمور التي يجب القيام بها لتفادي وتجنب اثار الهبوط المفاجئ بحالة حدوثه وهي كالتالي:
التنويع: حينما يحصل الهبوط المفاجئ مثلاً في سوق التكنولوجيا، فقد لا يتأثر سوق العقارات أو سوق الزراعية، لذلك يجب على المستثمر أن لا يضع جميع استثماراته في سوق واحد، بل يوزع استثماراته في عدة قطاعات وأسواق، حتى لا يتأثر بالضربة القاضية حين حدوث الانهيار والهبوط في سوق واحد، وكما يقول المثل لا تضع البيض في سله واحدة.
الهدوء و الإبتعاد عن العاطفة: المستثمر الذي لا يكون متهور ومتسرع، ولا يتاجر حسب العاطفة في اتخاذ قراراته الاستثمارية، بل يكون عقلاني ويعتمد على قراراته واستثماره بناءاً على استراتيجية ما ناجحة ومحكمة.
استشارة ذوي الاختصاص: يجب على المستثمر اللجوء إلى الخبراء والمستثمرين لتعلم كيف يتصرف في محفظته الاستثمارية في حالة حدوث الهبوط المفاجئ، حتى يكون مستعداً لاتخاذ القرارات الصحيحة في ذلك الوقت العصيب دون اللجوء للعاطفة والتهور والتخبط.
التحليل و التقييم المستمر: على المستثمر أن يبقى بحالة تحديث دائم لتحليل وضع السوق ودراسة كل جديد، حتى يستطيع التنبؤ باحتمالات الهبوط المفاجئ بحالة حدوث لا سمح الله يكون قد أتخذ خطوات مسبقة، وذلك من خلال متابعة الاخبار والبيانات الاقتصادية وحتى السياسية.
استخدام وقف الخسائر: في عالم التداول حينما تدخل صفقة بيع وشراء، يجب أن تضع لها وقف خسائرة أو ما يعرف بالاستوب لوس، وهذا يعني أنه اعطاء اوامر لمنصة التداول بحالة حدوث انخفاض مفاجئ الخروج من الصفقة على سعر محدد تقوم أنت بتحديده، بحيث يجنبك استمرارية البقاء في الصفقة اثناء الهبوط المفاجئ العميق.
الهبوط المفاجئ وبعض الأمثله عليه
هناك العديد من الأمثلة على الهبوط المفاجئ التي حصلت عبر التاريخ في الأسواق العالمية نذكر لكم بعضها وهي:
الأزمة العالمية المالية 2008: حيث في عام 2008 انهارت العديد من الأسواق المالية العالمية وحدث الهبوط المفاجئ عالمياً في أغلب الأسواق، بسبب أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية واستمر أثر هذه الأزمة لسنوات عديدة.
الاثنين الأسود: في تاريخ 19-10-1987 سجلت أسواق الأسهم العالمية انهيار عالمي، حيث انهارت بورصة نيويورك 22.6% في يوم واحد فقط، أي فقدت ربع قيمتها في يوم الاثنين فقط.
جائحة كورونا 2020: في شهر مارس 2020 سجلت معظم الأسواق المالية العالمية هبوط حاد بسبب الذعر من تفشي هذا الوباء عالمياً، وأدى ذلك الى اغلاق الاقتصاد العالمي لشهور طويله، وغالبية الجيل الحالي قد عاصروا هذه الأزمة.
بالنهاية إن الهبوط المفاجئ هو جزء من ديناميكية الأسواق العالمية مهما كانت، ويحدث من زمن الى آخر، لذلك يجب على المتداول والمستثمر البقاء يقظ ويحتاط من ذلك اليوم في حالة حدوثه لا سمح الله، حيث وضحنا لكم أسبابه وبعض الطرق لكيفية تجنبه أو التقليل من آثاره بحالة حدوثه.