أهم المؤشرات الاقتصادية وتأثيرها على الأسواق المالية

omnia

دليل أهم المؤشرات الاقتصادية وتأثيرها على الأسواق المالية

المؤشرات الاقتصادية هى أهم ما ننتبه إليه عند التداول في الأسواق المالية، لأنها يمكن أن تؤثر على حركة الأسعار ،حيث تعتبر بعض المؤشرات الاقتصادية مؤشر دقيقًا على الصحة العامة للاقتصاد ، ويتم إصدارها بشكل شهري أو أسبوعي أو ربع سنوي أو حتي سنوي .

تصنيفات المؤشرات الاقتصادية

المؤشرات الاقتصادية العالمية
المؤشرات الاقتصادية العالمية

تختلف المؤشرات الاقتصادية التي تصدر بشكل يومي، وكل منها يُعبر عن بيانات وإصدارات معينة، ننتظرها لكي نعرّف الوضع الاقتصادي للدولة أو منطقة بعينها؛ وفيما يلي سنقوم بتصنيف المؤشرات الاقتصادية كالآتي: 

  • المؤشرات الرائدة Leading Indicators: تتضمن بيانات اقتصادية مثل السلع الاستهلاكية المعمرة وأسعار الأسهم وغيرها. ومع ذلك، وإصدار هذه البيانات من المؤشرات الرئيسية فسيتم قبل أن يتحرك الاقتصاد ويتغير. ولذلك يتم استخدامه كدليل للتنبؤ بالتحركات المستقبلية للاقتصاد.
  • المؤشرات المتزامنة Coincident Indicators: تتضمن بيانات مثل الناتج المحلي الإجمالي ومستويات التوظيف وستظهر صحة منطقة معينة. هذه هي البيانات التي يتبعها العديد من صُناع السياسات.
  • المؤشرات المتأخرة Lagging Indicators: تشمل مؤشر أسعار المستهلك ومعدلات البطالة وأسعار الفائدة والناتج القومي الإجمالي ، ولن يتم تسليط الضوء عليه إلا بعد حدوث نشاط اقتصادي.

أهم المؤشرات الاقتصادية التي يتبعها المتداولين في الأسواق المالية العالمية

وفيما يلي، سنشرح أهم المؤشرات الاقتصادية التي يتابعها المتداولون على نطاق واسع للربح في سوق الفوركس. نناقش أيضًا سبب كونها أداة مهمة عندما يتعلق الأمر بشراء أو بيع الأصول المالية.

التضخم الاقتصادي Inflation  

المؤشرات الاقتصادية التي يجب معرفتها
المؤشرات الاقتصادية التي يجب معرفتها

التضخم الاقتصادي من المؤشرات الاقتصادية الهامة، حيث يتم استنتاج معدلات التضخم من خلال عدد من المؤشرات مثل مؤشر أسعار المستهلك، الذي يدرس أسعار السلع والخدمات الاستهلاكية عبر وسائل النقل والغذاء والرعاية الطبية.

ويتم حساب المؤشر من خلال ملاحظة التغيرات في أسعار بعض السلع، ويرتبط هذا المقياس بتكلفة المعيشة ويعتبر مؤشرا جيدا لتحديد فترات التضخم أو الانكماش.

ويُسلط المؤشر الضوء على أسعار المستهلك وتغيرات الأسعار في الاقتصاد وبالتالي يسمح للحكومة باتخاذ قرارات مستنيرة حول السياسة الاقتصادية.

وتُحاول البنوك المركزية عادة السيطرة على مستويات التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة، وهذا يُشكل سيولة أقل في الأسواق وتوقف ارتفاع أسعار السلع والخدمات.

وعند تحديد كيفية تأثير التضخم على السوق، من المهم تحديد مكان ارتفاع السعر.

على سبيل المثال، نشهد حاليًا وصول سعر النفط إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، وهذا سوف يغذي صناعات أخرى مثل النقل.

الشيء التالي الذي سيفحصه المتداولون هو كيفية تعامل الشركات مع الانخفاض أو الزيادة في تغير السعر، فبمجرد تحديد ذلك، يمكن للمتداول الحصول على فكرة ما حول ما إذا كانت العملات الأجنبية والمؤشرات والسلع الأخرى ستصمد في السوق.

اقرأ أيضًا

كيف أبدء تداول الفوركس ؟

أسعار الفائدة Interest Rates

من المؤشرات الاقتصادية الهامة أيضًا، هو تحديد أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، ورفع الفائدة غالبًا من المؤثرات الهامة على الاقتصاد حيث يتأثر كل فرد في المجتمع تقريبًا.

لن يتأثر المستهلكون فقط بأي قروض يرغبون في الحصول عليها ، يمكن أيضًا أن يتغير معدل اقتراض البنوك وإقراضها لبعضها البعض، ويكون له تأثير واسع النطاق في جميع أنحاء الاقتصاد.

وهذا بدوره سيؤثر على سوق الأوراق المالية، فبمجرد تغيير سعر الفائدة، فإنه سيؤثر عادة على الاقتصاد بعد 12 شهرًا من قرار سعر الفائدة. ومع ذلك، فإن الاستجابة للسوق بعد اتخاذ القرار تكون فورية.

مثال: سعر الفائدة الأكثر أهمية في المملكة المتحدة هو “السعر الأساسي لبنك إنجلترا”. يتم تحديده من قبل لجنة السياسة النقدية (BOE)،  ويتم تحديد ذلك بغرض تثبيت التضخم والحفاظ على المعدل المستهدف المفضل.

وسيؤثر التغيير في سعر البنك على إنفاق المستهلكين وسيكون له في النهاية تأثير غير مباشر على أسعار السلع والخدمات.

أما في الولايات المتحدة: تُحدد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) الهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، هذا هو المعدل الذي يمكن للبنوك أن تقترض به وتقرض بعضها البعض. 

فإذا انخفض المعدل، فإن ذلك يشجع الإنفاق الاستهلاكي الذي يؤثر أيضًا على الشركات، وتصبح قروض الشركات أكثر تكلفة وتميل إلى أن يكون لها تأثير سلبي على أسواق الأسهم.

الناتج المحلي الإجماليGross Domestic Product GDP

المؤشرات الاقتصادية والأسواق المالية العالمية
المؤشرات الاقتصادية والأسواق المالية العالمية

يُستخدم الناتج المحلي الإجمالي أيضًا كمؤشر لتحديد الصحة الاقتصادية للدولة، ويمكن أن يكون له أيضًا تأثير كبير على أسعار سوق الأسهم. 

ويشير الناتج المحلي الإجمالي إلى إجمالي كمية السلع والخدمات المنتجة داخل البلد؛ وتغطي السلع والخدمات عادة جميع الاستهلاك الخاص والعام والنفقات الحكومية والاستثمارات والصادرات.

وبمجرد إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سوق الأسهم اعتمادًا على ما إذا كان الناتج المحلي الإجمالي منخفضًا أو مرتفعًا.

فإذا كان الناتج المحلي الإجمالي مرتفعا فإنه يسلط الضوء على اقتصاد صحي.

وفي المقابل، ستحقق الشركات أيضًا أرباحًا أعلى نتيجة  كما  إذا كان الناتج المحلي الإجمالي منخفضا فسيكون له تأثير عكسي على الاقتصاد.

  • على سبيل المثال: استمر الركود في عام 2008 لمدة 18 شهرًا وكان أطول ركود عالمي منذ الحرب العالمية الثانية. بدأ الركود عندما انخفضت أسعار المنازل في عام 2007. وعندما حدث هذا، لم تقم البنوك المركزية بتخفيض أسعار الفائدة مما أدى إلى انهيار سوق الأسهم.

وقد أثر هذا على الاقتصاد العالمي في الربع الثالث من عام 2008 ، وكان الإنفاق الاستهلاكي منخفضًا، ونتيجة لذلك، كان الناتج المحلي الإجمالي منخفضًا وانخفضت المؤشرات العالمية إلى أدنى مستوياتها خلال عقد من الزمن.

أرقام البطالة Unemployment Figures

أهم المؤشرات الاقتصادية
أهم المؤشرات الاقتصادية

ويُعد معدل البطالة من المؤشرات الاقتصادية أيضًا لقياس صحة الاقتصاد تمامًا مثل الناتج المحلي الإجمالي ومؤشر أسعار المستهلكين، حيث يتم حساب هذا المقياس بقسمة عدد العاطلين عن العمل على عدد الأشخاص الذين يعملون. 

فإذا كان معدل البطالة مرتفعا فهذا يعني أن التدفق النقدي إلى الاقتصاد سينخفض أيضا، و لن ينفق الناس أي رأس مال، مما يؤدي إلى ضغوط اقتصادية.

كيفية الاستفادة من المؤشرات الاقتصادية ؟

الأمر ليس له بمدى خبرة المتداول في الأسواق المالية العالمية، بل بمدى التعلم والإطلاع على المفكرة الاقتصادية الخاصة بالأسواق، والتطبيق على أرض الواقع، وانتظار وترقب الأخبار وقت صدورها، ويتم ذلك من خلال وضع تنبؤات وأرقام للخبر الذي سيصدّر .

مثال علي الاستفادة من مؤشر أو خبر اقتصادي 

عند صدور أرقام التضخم الأمريكية CPI، يقوم المتداول بعمل أبحاثه ومعرفة أهم التنبؤات، في حال كان الرقم أكبر من التوقعات أو كما التوقعات فهذا مفيد للعملة الأمريكية، لأنه سيلزم البنك المركزي بأخذ خطوات جدّية ناحية رفع الفائدة .

وهذا يحدث إلى أن يصل التضخم إلى المستهدف الذي يضعه البنك، والعكس صحيح، إذا جاءت أرقام التضخم الأمريكية أقل من التوقعات، فهذا يعني أن البنك المركزي في الولايات المتحدة سيتجه ناحية خفض الفائدة لتشجيع الاقتصاد على النمو والإنتاج ليصل بالتضخم للمستويات الذي يُمكن عندها رفع الفائدة مرة أخرى، وهكذا .

الخلاصة؛ الاقتصاد شبكة كبيرة يجب أن نُدركها ونتفهم ديناميكيتها بشكل جيد، لأن ذلك سيُفيد أي مُستثمر أو أي شخص يُريد التداول في سوق الأسهم، أو في سوق الفوركس، ولو حتى يُريد أن يقوم باستثمار خاص له في دولته أو خارجها ، لذلك يجب الانتباه لما يحدّث وتطبيقه على أرض الواقع ومتابعة الأرقام لتجنب المخاطر، وإدارة الأموال بصورة أكثر كفاءة .

أضف تعليق